غاب الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، أمس، عن الحفل الذي نظمه الرئيس بوتفليقة لتلقي التهاني بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاندلاع الثورة، بقصر الشعب، كما ''قاطع'' الرئيس السابق اليامين زروال، مجددا، مراسم الاحتفال التي حضرها الرئيسان السابقان أحمد بن بلة وعلي كافي.
حضر الحفل الذي نظمته رئاسة الجمهورية بقصر الشعب ككل عام، الرئيس أحمد بن بلة، وقد بدا متعبا بسبب تقدم سنه، كما حضر رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، علي كافي، وكانا أول من قدم التهاني للرئيس بوتفليقة بمناسبة الذكرى 57 لاندلاع ثورة نوفمبر ,54 وفقا للأعراف السياسية، بينما سجل الحفل غياب الرئيس الشاذلي بن جديد، على غير العادة، حيث كان العام الفارط ضمن الأوائل الذين قدموا التهاني للرئيس، بينما ظهر الرئيس السابق، اليامين زروال وفيا لـ''مقاطعة'' درج عليها منذ رحيله عن الحكم سنة ,99 بحيث غاب عن المشهد هذا العام كذلك.
وعكس مرات سابقة كان يستوقف فيها الرئيس، بصفة مقتضبة، شخصيات للحديث بشأن موضوعات معينة، كانت للرئيس بوتفليقة، هذه المرة، دردشات قصيرة جدا مع بعض المدعوين من الشخصيات الوطنية والثورية والحزبية، على غرار الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، التي يطالب حزبها بانتخاب مجلس تأسيسي سيد يتولى صياغة الدستور، وتقول إن الرئيس لم يعارض مقترحها، ويكون الرئيس تحاشى أن يستوقف البعض، في وقت لاحت في أفق الساحة السياسية صدامات بين التيارات السياسية حول الشاكلة التي ينبغي أن تكون عليها الإصلاحات السياسية، وتترقب موقفا ''فصلا'' من الرئيس لوضع حد لجدال تسبب في ''صدع'' طال حتى المتحالفين حول برنامجه، على خلفية ''السجال'' الدائر بين حزبي عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى، علاوة على دعوة بعض الأحزاب إياه إلى حمايتها من ''التحزب''، على غرار حركة مجتمع السلم وحزب العمال والنهضة.
وشهد الحفل تعاقب المدعوين من الشخصيات الوطنية والتاريخية، على رأسها المجاهد أحمد محساس، والعديد من المجاهدين والمجاهدات، ورؤساء الأحزاب، كأبو جرة سلطاني الذي انهال على الأفالان انتقادا، مباشرة بعد مغادرته مبنى قصر الشعب، ليلتقي بإطارات حزبه بالعاصمة.
وحضر الوزير الأول، الأمين العام للأرندي، الحفل، بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، ورئيس الهيئة السابق، عمار سعيداني، المغضوب عليه من قبل الرئيس، ولوحظ الأمين العام للمركزية النقابية سيدي سعيد جنب لويزة حنون، في مشهد يوحي بتقاسمهما نفس المواقف، خاصة ما تعلق بالأمور النقابية ومسألة ''السيادة الوطنية''. كما حضر الحفل كبار ضباط الجيش الوطني الشعبي، على رأسهم قائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، وزير الدفاع، عبد المالك فنايزية، بينما سجل حضور أعضاء في المجتمع المدني إلى جانب وجوه ثقافية ورياضية معروفة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
قبل ذلك، كان الرئيس بوتفليقة قد ترحم، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية.
التعليقات (8)