منوعات  
 
 
  
  
 
  A A A A A


ملف الأسبـوع

2013/08/25   06:33 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



«أبرزها تلك المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية والسمنة والسكري وضغط الدم المرتفع والكوليسترول»

مصطفى جوهر حيات: الأمراض المزمنة غير المعدية الأكثر شيوعاً في الكويت

التغذية الصحية المتوازنة والرياضة اليومية ورفع توعية الفرد تحد من معدلات الإصابة بالأمراض

رغم التحذيرات المتكررة شعبنا يعاند ويكابر من أجل الطعام فتصبح صحة أفراده في خطر عاماً وراء عام

الأغذية الملوثة والفاسدة والمهرمنة ملأت الكويت.. وآثارها فظيعة في صحة الناس


كتب عبدالمحسن الأيوبي:

قال أستاذ العلوم الصحية بكلية التربية الأساسية الدكتور مصطفى جوهر حيات ان الانسان يعيش في الوقت الحاضر حياة مليئة بالترف والرفاهية والخمول والكسل نتيجة التطور والتقدم التكنولوجي في جميع نواحي الحياة اليومية سواء بالبيئة التي يعيش فيها أو بتأثيرها على الصحة واللياقة البدنية لديه.
وأضاف انه عند مقارنة اسلوب حياة الفرد وخاصة في الكويت والخليج العربي قديما مع اسلوب حياة الانسان الذي يعيش في الوقت الحاضر حياة في جو من التوتر والقلق والاضطرابات النفسية والاجتماعية والاقتصادية واعتماده على الآلات الكهربائية والريموت كنترول والسلالم المتحركة والسيارات وغيرها من وسائل نقل حديثة مما أدى الى خمول واضح وتدني الصحة العامة وفقدان القوة العضلية، الى جانب اعتماد المواطن الكويتي على الأغذية الملوثة وغير الطازجة والتي تمتلئ بالمواد الضارة كالهرمونات والاصباغ والمواد الكيميائية المستخدمة لزيادة انتاجها ووفرتها على مدار العام لحفظها الى فترات زمنية بعيدة.

ثقافة صحية

وزاد: «من نتائج هذه الطفرة الحضارية تدني الصحة العامة وارتفاع معدلات الاصابة بأمراض مزمنة غير معدية ومن جانب آخر، أصبح الانسان بسلوكه ونمط حياته مصدرا لارتفاع معدلات الاصابة بالأمراض نتيجة للعادات السلوكية السيئة كالتدخين وادمان الكحول والمخدرات والافراط الغذائي كالسكري وضغط الدم وأمراض العين والأوعية الدموية (تصلب الشرايين) والسرطان».
وبين د.حيات ان الأمراض المزمنة غير المعدية أكثر شيوعا وانتشارا في البلاد وأبرزها المتعلقة بالقلب والاوعية الدموية والسمنة والسكري وضغط الدم المرتفع والكوليسترول والتي بلا شك لها علاقة مباشرة بالعادات السلوكية اليومية ونمط حياة المواطن، لافتا الى أنه بالامكان تقليل او الحد من معدلات الاصابة بها بتعديل السلوك اليومي وتجنب العادات السيئة من خلال التغذية الصحية المتوازنة فضلا عن مزاولة الرياضة اليومية، ورفع مستوى الفرد بالتوعية والثقافة الصحية في المجتمع.
وقال د.حيات: «عندما نقارن حياتنا اليومية الحالية مع حياة اجدادنا وآبائنا الذين كانوا يعيشون في نفس الرقعة قبل مائة عام، نجد ان الأمراض المعدية كانت اكثر انتشارا من الأمراض المزمنة آنذاك كالجدري والسل والطاعون وذلك نتيجة الفقر وقلة التغذية الى جانب عدم الرعاية الصحية في ذلك الوقت مثل النظافة وظروف بيئية سيئة جدا».
ورأى حيات ان معدلات الاصابة بالأمراض المزمنة في السابق كأمراض القلب والسكري والسمنة والكوليسترول قليلة جدا ونتيجة للتطور والتقدم الصحي تم القضاء أو الحد من الاصابة بالامراض المعدية القاتلة، موضحا ان هناك عوامل كثيرة للاصابة بالامراض المزمنة غير المعدية والامراض المعدية وأهمها الوراثة الا أنه بالامكان التصدي للعامل الوراثي بنسبة %75 عن طريق الوقاية والوعي الصحي وتجنب وللمرة الثالثة اقولها العادات السيئة وتغير نمط الحياة بالتغذية السليمة وممارسة رياضة المشي والتخلص من التوتر والقلق والاحباط، والأهم من ذلك اجراء الكشف الدوري السنوي.

عادات خاطئة

وأكد د.حيات ان المجتمع الكويتي يعاني من أمراض السمنة وهي مشكلة كبيرة تكونت لمحاربتها فرق كثيرة من وزارة الصحة لكن لم تفلح في علاجها على الوجه الأمثل، نظرا لارتباطها بالعادات الغذائية الخطأ، ما أدى الى انتشار كثير من أمراض العصر مثل السكري، كما ان %80 من أطفالنا يعانون السمنة ما يعرض مستقبلهم للخطورة البالغة.
ولفت د.حيات الى ان كل مجموعة في السوق حاليا تعمل على جلب الأموال فقط من جراء السمنة، فالجراحون يضربون على وتر تدبيس المعدة للتخلص من السمنة أو عمليات تغيير مسار أو شفط دهون، وهناك فريق آخر أكثر يسعى لترويج أدوات رياضية وأجهزة للتخلص من الوزن الزائد، وهناك من يروج لمصانع الأدوية التي تنتج علاجاً للسمنة، وأنا لي وجهة نظر مختلفة للتخلص من السمنة، فان زادت نسبة الدهون على الهيكل العظمي بنسبة %40 لابد في هذه الحالة من التدخل الجراحي على الرغم من وجود مضاعفات لذلك، أو اتباع التوازن الغذائي الرياضي بمعنى التقليل من الاحتياجات اليومية للغذاء ومحاولة الحرق عن طريق الحركة.
وزاد «المواطنون يستهلكون بشكل يومي 70٪ من الدهون حليب كامل الدسم ومقليات ودواجن ولحوم وفطائر ووجبات سريعة والصلصات الحديثة المليئة بالدهون والتي تضع مع السلطة في الوقت الذي يحتاج فيه الانسان الى %30 فقط من الدهون يوميا، ولكن شعبنا على الرغم من التحذيرات المتكررة ولكنه يعاند ويكابر من أجل الطعام.

«ملخص» الأمراض

وأضاف: ان صحة المواطنين سنة وراء سنة تصبح في خطر، فرغم تنبيهاتنا بهذه الكارثة المتمثلة في السمنة الناتجة عن العادات الغذائية السيئة قبل مدة من الزمن، ورغم اننا ننفق الملايين على اشياء أقل أهمية الا اننا وقعنا في الفخ، وفي الزمن الماضي لم نكن نعرف الوجبات السريعة، فكانت الأعمار كبيرة، الآن كثرت آفاق الأغذية الملوثة والفاسدة في الكويت وتلك المحتوية على هرمونات وأصباغ وكثير من الأبحاث والدراسات أكدت مساوئها، وبمعنى آخر ان تلخيص أمراضنا يكمن بسلوكياتنا بالدرجة الأولى وليس كما يظن البعض بأنها وراثية أو مزمنة في المقام الأول.
وختم: «ان أخطر الأمراض التي يعاني مجتمعنا منها كما ذكرت هي المتعلقة بالسلوكيات السيئة فهناك مشروبات الطاقة التي أكدت الأبحاث العلمية بان لها أضرارا وخطورة على صحة الانسان وخاصة صغار السن والنساء وغير الرياضيين ولكن لا حياة لمن تنادي، مشيرا الى انتشار تلك المشروبات بهدف الحصول على الطاقة على الرغم من خطورة تناولها وذلك لا حتوائها على مواد كيميائيه تقلل فاعليه الجهاز العصبي وترفع الضغط وتزيد ضربات القلب ويصل الامر الى حد ادمانها وحدوث اضطرابات نفسيه كما تسبب السمنة لاحتوائها على ماء الكربونات والسكر والجلوكوز سريع الاحتراق.





===============


«الضغوطات النفسية التي فرضتها علينا العولمة تزيد من نسبة الإصابة بها»

نوف الملا: الأمراض المزمنة غير السارية سببها نمط الحياة غير الصحي

التلوث البيئي يزيد نسبة الإصابة بالربو المزمن عند الأطفال

لا يوجد مركز صحي بالكويت يخلو من وجود للأمراض المزمنة.. وكلها مجهزة بالكامل لخدمة المرضى

الإرادة هي أهم السبل لتحسين المستوى الصحي للكويتيين و«الصحة» تركز على تحسين نوعية الحياة


كتبت هبة سالم:

دعت اختصاصية طب العائلة الدكتورة نوف الملا الى معرفة تاريخ حدوث الامراض بشكل عام للتصدي للامراض المزمنة منها، مشيرة الى ان العالم في الماضي كان يهتم بالأمراض المعدية والسارية كالكوليرا والملاريا وغيرها لأنها كانت المنتشرة وعلاجها صعب، اما اليوم ومع التغيرات الاقتصادية والسياسية فقد اصبح هناك اختلاف واضح حتى في نوعية الأمراض التي ظهرت بعد انتقال الكويتيين الى العيش في مناطق سكنية مريحة خارج السور واحتفظوا ببعض عاداتهم التقليدية في اطار نمط حياتهم الجديدة.
واضافت: في المقابل لعبت العولمة دورها في تغيير نمط حياتهم وخصوصا من خلال توفير خيارات لا حصر لها من الأطعمة الغربية فانتقلوا بسرعة الى اتباع أسلوب حياة غير صحي يتسم كذلك بقلة الحركة.

ضغوط مختلفة

واسترسلت الملا ان هذا ادى الى ظهور ما يسمى بالامراض المزمنة غير السارية كارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع الدهون المشبعة بالجسم والقولون العصبي وقرحة المعدة وغيرها، كذلك الأمراض التي تتسم بخاصية الثبات والاستمرارية.
وهذا يعني أنها ليست تلك التي تظهر وتختفي مع تناول العلاج بل هي تلك التي تظهر وتبقى والتي لم تكتشف بعد وسيلة للشفاء منها بصورة نهائية.
واشارت الملا الى امكانية منعها والتصدي لها باتباع نظام حياة صحي – كالاكل الصحي والابتعاد قدر المستطاع عن اكل الوجبات السريعة وممارسة التمارين الرياضية وقضاء وقت الفراغ في الراحة والاستجمام وتعلم كيفية التحكم بالضغوط النفسية والاجتماعية والمادية المخلتفة.
وكشفت الملا بأن تقارير منظمة الصحة العالمية تفيد بأنه من الممكن الوقاية من حوالي %80 من أمراض القلب والشرايين والسكري من النوع الثاني بالمقارنة بمعدلات الاصابة العالمية.ويفترض ان تكون مجالات التحسين وتحقيق التغيير أفضل في الكويت من أي مكان آخر نظراً لأن المجتمع الكويتي مجتمع صغير وينعم بالرخاء وبتوافر الموارد، وفي المقابل، تعتبر معدلات انتشار الأمراض المزمنة مرتفعة.
واكدت الملا انه طالما توافرت الارادة من أجل تحسين المستوى الصحي للكويتيين فان السبيل لتحقيق النجاح بنسبة تزيد على %80، وهناك بالفعل طموحات كبيرة بدأت تأخذ طريقها الى التطبيق من أجل تحسين نوعية الحياة في الكويت وهذا ما جعل وزارة الصحة تركز على هذا الامر منذ البداية.

نمط حياة

سألناها: هل لتلك الامراض اسباب تجعلنا نتفاداها؟
- معظم هذه الامراض يدخل فيها عامل الوراثة بصورة قوية ولكن ما يحفزها ويساعدها للظهور على السطح وانتشارها بصورة كبيرة هو نمط الحياة غير الصحي فمثلا لو لدى عائلتين جينات الاصابة بداء السكري النوع الثاني فان العائلة (أ) مثلا تعيش بنمط حياة كسول من اكل الوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة والجلوس لمشاهدة التلفاز طوال اليوم.
والعائلة (ب) تعيش نمط حياة صحياً من اكل خضراوات وفاكهة واختيار اجود انواع الاطعمة واللحوم وطريقة تحضير صحية للأكل وتكون نسبة الاصابة بداء السكري لعائلة (أ) اعلى بكثير من عائلة (ب).
وزادت: وبالتالي امل نمط الحياة غير الصحي ووجود ضغوطات نفسية واجتماعية ومادية التي فرضتها علينا الحياة والعولمة تزيد من نسبة الاصابة بهذه الامراض.
< ما الخطة التي تتبعونها عند مراجعة مرضى الامراض المزمنة؟
- في عياداتنا بالرعاية الاولية خطتنا تتضمن الوقاية قبل الاصابة بالامراض المزمنة عن طرق الوقاية وسؤال المريض عن احواله ومعرفة ظروفه وعمل تقييم لحالته النفسية والاجتماعية والفسيولوجية والمادية ان استدعى الامر ذلك وبناء علاقة قوية بين المريض والطبيب، مع عمل ما يتطلب من فحوصات واشعات حسب ما يحتاجه كل شخص على حدة.
وبعد الاصابة بالامراض المزمنة تزيد متابعتنا للمريض بعياداتنا المتخصصة، ففي دولتنا الحبيبة لا يوجد مركز صحي يخلو من وجود عياة للامراض المزمنة كعيادة لمتابعة مرضى الضغط المرتفع وعيادات اخرى لمرضى السكري وعيادات للربو وعيادات لمتابعة كبار السن والعيادة تكون مجهزة تجهيزا كاملا من طبيب ذي كفاءة وخبرة وممرضات ذوات خبرة كذلك وجميع الاجهزة والفحوصات التي يحتاجها والدخول للعيادة يكون حسب موعد مسبق وهذا يسهل على المرضى الوصول إلى طبيب المختص واخذ الوقت الكافي للجلوس والتحدث مع المريض.

تأثير سلبي

< هل للأمراض المزمنة علاقة بما نأكله او نشربه أو نستنشقه؟
- بالطبع كما تحدثت سابقا الاكل غير الصحي من الوجبات السريعة المشبعة بالدهون وذات السعرات الحرارية العالية يؤثر سلباً على حياتنا ويسبب لنا الامراض المزمنة.
كذلك التدخين وكثرة شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية جميعها تعمل على زيادة سرعة الاصابة بالامراض المزمنة ووجود التلوث البيئي من استنشاق الغبار وغيره يعمل على زيادة نسبة الاصابة بالربو المزمن خاصة للأطفال.
< عند مراجعة الطبيب يصف ان الامر نفسي وعند الذهاب لآخر يصف ان المرض عضوي...هل لاسلوب الحياة التي نعيشها علاقة بالموضوع؟
- بالطبع....الاصابة بالامراض المزمنة هي اجتماع اسباب متعددة وليس وجود سبب واحد واسلوب حياتنا كلما كان صحيا كانت الاصابة به اقل.

الوقاية مطلوبة

< اليوم الكل يروج لاستخدام نظام تنظيف الجسم من السموم هل تلك الانظمة تعالج الذين لديهم امراض مزمنة او حتى تخفف عنهم؟
- نظام تنظيف الجسم مهم وقد شرعه الله سبحانه لنا قبل وجود اي ابحاث تبين فائدته وهو صيام شهر رمضان أي صيام شهر واحد من بين 11 شهر يعيد للجسم نشاطه وحيوته وقد وجد ان هناك انظمة اخرى كنظام التنظيف لمدة اسبوع او 3 ايام والاكل من نوع واحد من الاغذية كالخضراوات والفاكهة ولكن بصفة شخصية لا احبذ اتباع هذه الانواع لتنظيف الجسم فيكفي وجود اكل صحي وتناول المجموعات الغذائية كلها بكل وجبة حتى يحدث التوازن بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
< كيف لنا ان نوعي الناس بهذا؟
- لله الحمد في السنوات الاخيرة بدأ الوعي يزداد مع انتشار طرق التواصل الالكتروني ويتم اخذ المعلومات من اصحاب الاختصاص وكذلك انتشرت الحملات الصحية بصورة ملحوظة في المجمعات الكبيرة كالتي حدثت للوقاية من السمنة والتوقف عن التدخين، والى جانب توافر الأطباء بالمراكز الصحية وسهولة الوصول للطبيب للحصول على اي استشارة صحية كانت او نفسية.





===============


«تكميلي» و«رديف» و«بديل».. مسميات بالجملة والمصلحة واحدة

الطب «الشعبي والعُشبي».. أشكال وألوان!!

المعارضون يدفعون بسيطرة الدجل والشعوذة والاتكاء على خبرة السنين التي قد تخدم مرة وتخذل عشرات المرات

مؤيدو «الشعبيات» يرونها طباً مكتمل الأركان ويصفونها بـ«أصل الحياة» والعالم من أقصاه إلى أقصاه يعترف بـ «نجاعتها»



كتبت هدى منتصر:
في الكويت كما في الكثير من البلدان الخليجية والعربية والاسلامية.. يكثر التعاطي مع الطب الشعبي او ما يطلق عليه «الرديف» او «التكميلي» أو «البديل» على الرغم من وجود فريقين احدهما «ضد» والآخر «مع» في مسألة اعتماده كنوعية طب متفق عليها ومعترف بها في الكويت.. إذ يرفض الفريق المعارض بداية تسميته بالطب ويرونه «طريقة العلاج الشعبي».. ويتوقعون الكثير من الضحايا لمثل هذه الطرق تفوق بمراحل تلك التي تخلفها الادوية الكيميائية والتي يسوقها معسكر الـ «مع» دافعاً للجوء الى «الشعبيات» ويرى المعارضون ايضاً ان اكثر المعالجين الشعبيين هم من «الدجالين» لافتقارهم الى العلم والدراسة اللهم الا خبرة السنين والتي قد تخدمهم مرة لكنها قد تخذلهم في المقابل عشرات المرات.. بينما المؤيدون يرون «الشعبيات» طباً «مكتمل الاركان» ويصفونه بأصل الحياة وقديم قدم البشرية وواقعاً «رائعاً» يجب الاعتراف به ومساندته ويبررون الحاجة اليه حين تشتد ضراوة المرض ويهرع المريض الى الطبيب الاكاديمي من دون جدوى او عن ما ينوء كاهله بالنفقات الباهظة لمتطلبات العلاج فيكون الطب الشعبي وقتها هو البديل الحتمي.. ويسوقون أحدث الدراسات التي اكدت ان الكثير من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة يتعاملون مع الطب الشعبي ويعترفون به ويدفعون ايضاً بملل الانسان من جعل جسده «حقل تجارب» للعديد من المواد الكيميائية ورغبته الشديدة في العودة الى الطبيعة ويرون ان الكويتيين اعتمدوا في السابق على الطب الشعبي قبل ان يعرفوا الطب الحديث الذي دخل مع بدايات القرن العشرين في عام 1915 على يد الارسالية الامريكية.. ويرون انه مثلما تطور الطب الحديث في الكويت على مر قرن كامل رافعة الطب الشعبي والعشبي في التطور ايضاً وبأشواط واسعة حتى بات نداً ربما للطب الاكاديمي الكيميائي .
ومع فريقي الـ «ضد» والـ «مع» هناك فريق «الوسط» الذين يدفعون بتكاملية العلاقة بين الطبين الشعبي والاكاديمي، رافضين الترويج لوجود تنافس بين النوعين.. فكلاهما يسعى لخدمة الانسان الذي هو بقدر ما يظل مشدوداً نحو تراثه واعرافه الاجتماعية وتقاليده التي تحمل «وصفات الجدات» فانه يظل منبهرا بثورة العقاقير المستمرة التي تستحدث بين اللحظة والاخرى تقنيات أكثر تطورا ومستخدمة اكثر العناصر الكيميائية فعالية للتصويب على بؤرة المرض والتخلص منه نهائياَ.. وهم الى جانب ذلك يرون في الطب الشعبي «الأصيل» نتاج ثقافة وتجربة وانه ليس قصرا على منطقة دون أخرى.. كما انه ليس بدعة تجوز للبعض محاربتها ولا ينبغي التعرض له بالسخرية.

الحجامة!

وتدخل الحجامة ضمن هذا النوع من الطب الشعبي او البديل.. اذ يقول البعض ان نظريات عدة اثبتت نجاعتها وان مدارس عالمية أخذت بها ويرون انها تساعد في الشفاء من امراض متعددة وفق نظريات عدة لكل منها تفسيرها الخاص مثل نظرية «الارتواء» التي تعتمد على مبدأ الدم المحجوم، فعندما حلل هذا الدم وُجد به الكثير من الشوادر الضارة وكذلك وجد ان جميع خلايا الدم المحجوم هرمة وغير طبيعية الشكل وعليه فان دم الجسم قد تخلص من جزء كبير من السموم التي كانت عالقة به ليصبح اداؤه في حمل الاكسجين وكذلك توزيع الغذاء فيه أكفأ.
وهناك نظرية «رد الفعل الانعكاسي» وتقوم على الربط ما بين موضع الحجامة على الجلد والعضو المراد حثه على الشفاء فالمنطقة المحجومة وفق هذه النظرية لها تأثير غير مباشر في الاعضاء التي يغذيها نفس العصب الذي يعطي الاحساس لتلك المنطقة من الجلد او المشترك بنفس الجملة العصبية.. ومثال ذلك الحجامة على اسفل الظهر للشفاء من عرق النسا .

«الين» و «اليانج»!!

هناك ايضاً نظرية «الطب الصيني» وتعتمد على التوازن ما بين السالب والموجب.. وهي مماثلة لنظرية الطب الصيني، ويقول الخبراء ان جسم الانسان مكون من اعضاء وهذه الاعضاء يتحكم بها «ين ويانج» اي سالب وموجب باللغة الصينية.. اذا بغى احدهما على الآخر او ضعف احدهما يحدث الاضطراب في عمل العضو ويحدث عندها المرض.
فاذا أردنا معالجة المريض وجب اعادة التوازن ما بين «الين» و «اليانج» ويتأي ذلك عن طريق التحكم في مسارات الطاقة التي على الجلد.. فالحجامة بمواضعها المختلفة هي في الواقع نقط الوخز بالابر الصينية التي تنقسم الى ثلاثة مسميات هي «النقاط النظامية» والمقصود بها المناطق التي تقع على خطوط الطاقة الاربعة عشر المعروفة في جسم الانسان.. والثانية هي «النقاط غير النظامية» وهي مناطق لاتتبع خطوط الطاقة ولكنها قد تتقاطع معها.. والثالثة هي «نقاط رد الفعل الانعكاسي» وقد تكون هذه نقاط نظامية او غير نظامية لكنها تشترك في كونها مؤلمة عند الضغط عليها أو انها تنبض بالالم.
وبما ان شفط الدم يتم من هذه النقاط فالنتيجة تكون اعادة التوازن الى السالب والموجب في الجسم.. لذلك تعتبر الحجامة اقوى من الوخز بالابر الصينية وابلغ تأثيرا في مسارات الطاقة.

«نظريات» تسكين الألم!!

وهناك نظريات اخرى في الحجامة التي تجرب لتسكين الالم منها «نظرية الاندورفين».. اذا ان بعض نقاط الدلالة في الجسم تعرف باسم «النقاط ذات المفعول المسكن» وعندما يتم التعامل معها تصدر الغدة النخامية اوامرها الى خلايا الجسم لانتاج مادة «الاندورفين» المخدرة التي تعتبر «مورفين الجسم».. فهي مادة كيميائية ذات تأثير يشبه مادة المورفين الذي يعمل كمادة مسكنة عن طريق زيادة المقدرة على التحمل.
.. وايضاً «نظرية بوابة التحكم في الآلام» اذ ان الاحساس بالالم وايضا الاحساس بالحرارة او البرودة ينتقل على شكل موجات عبر بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي وخلايا نهايات الالياف العصبية الدقيقة.. ومنها الى الحبل الشوكي بالعمود الفقري ينقل هذا الاحساس الى الدماغ.. وفي الظروف العادية تكون هذه البوابات مفتوحة بشكل جيد يسمح لاشارات الالم ان تعبر خلالها بسهولة لكن عند التأثير في المنطقة باستخدام الحجامة يتم ارسال موجات هائلة من الاشارات غير المؤلمة التي تسافر عبر نهايات الالياف العصبية الغليظة الى بوابات الحبل الشوكي .. ويؤدي ازدحام الاشارات الى اغلاق هذه البوابة تماماَ.. وبالتالي عدم انتقال الاحساس الناتج عن تطبيق الحجامة واي احساس آخر قادم من اية منطقة في الجسم بما في ذلك الاحساس بالألم.
وهناك نظرية ثالثة لتسكين الالم عبر الحجامة يطلق عليها «الانعكاس اللا ارادي العصبي» وتعني تنبيه المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد.. اي الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز موحدة.
هناك ايضاً مفعول مناعي للحجامة عبر التأثير في بعض النقاط مما يؤدي الى زيادة وقوة النظام الدفاعي للجسم.. كما رصد ايضاً وجود دور مهدئ للحجامة اذ يمكن معالجة الامراض التي تنتج عن تفاعلات نفسية عن طريق التعامل مع بعض النقاط المهدئة في الجسم بهدف الوصول الى تهدئته.





===============



معنى الإعاقة السمعية

إعداد هدى منتصر:
الإنسان الطبيعي يميز ويسمع الصوت العادي على بعد 12 متراً، ويسمع الكلام الهامس من على بعد 6 أمتار.
%99 من الأفراد يتمتعون بالقدرة على السمع بشكل عادي ولكن %1 ليس لديهم القدرة على السمع لاسباب عدة.. وهذا ما يطلق عليه مصطلح «الاعاقة السمعية» حيث تتولد صعوبة في انتقال المثير السمعي من الاذن الخارجية الى الاذن الوسطى ومن ثم الى الاذن الداخلية فالعصب السمعي ومن ثم الى المركز السمعي في المخ حيث حيث يتم تفسير المثيرات السمعية.
الصمم هو عدم المقدرة على السمع بالوضوح التام لشخص يتكلم في معدل ومكان محدد بصوت قوته 500 الى 2000 سيكل/ الثانية.
وهناك الطفل الاصم كليا، وهو الذي فقد قدرته السمعية في السنوات الثلاث الاولى من عمره ونتيجة لذلك لم يكتسب اللغة ويطلق عليه مصطلح «الطفل الاصم الابكم».
اما الطفل الاصم جزئيا فهو الذي فقد جزءا من قدرته السمعية.. فهو يسمع بدرجة معينة كما ينطق وفق مستوى معين يتناسب ودرجة اعاقته السمعية.. وهنا نجد نوعين من الاعاقة السمعية الاول ما قبل اللغة والثاني ما بعد اللغة.

أسباب وراثية!

وهناك اسباب وراثية للاعاقة السمعية، ومعروف ان الانسان يحمل عشرات الآلاف من الصفات الوراثية الجسمية ورثها من والديه، من خلال مورثات عديدة موجودة في اماكن محددة على الصبغيات «الكروموسومات» والتي يبلغ عددها 46 كروموسوما.. يتكون الانسان من نتاج التقاء البويضة والحيوان المنوي، وكل منهما يعمل نصف العدد من الكروموسومات، اي ان الانسان يرث الصفات من كلا الوالدين، وكل موروث «جين» يشغل مكانا متماثلا على المكان نفسه في الزوج من الكروموسومات، كل صفة قد تكون قوية وتسمى سائدة او ضعيفة وتسمى متنحية.

.. وأسباب غير وراثية

اما الاسباب غير الوراثية للاعاقة السمعية فمنها ما هو متعلق بالصمم الانسدادي: ويتنج عن خلل في الاذن الخارجية او الوسطى مع سلامة الاذن الداخلية ويؤدي الى مشكلة في «توصيل» الصوت الى الاذن الداخلية، ومنها تجمع الشمع وتجميده بالقناة السمعية الخارجية، وجود جسم غريب بالاذن، وجود فطر داخل الاذن، التهابات الاذن الوسطى الحادة والمزمنة، التهاب او اصابة في غشاء الطبلة وضعف اهتزاز العظيمات في الاذن الوسطى.
وهناك اسباب تتعلق بالصمم العصبي الحسي والمركزي ومنها: اصابة الام الحامل بالامراض المعدية خاصة في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، تعاطي الحامل بعض الادوية والعقاقير دون استشارة الطبيب، تعاطي الحامل للكحول او المخدرات او التدخين، تعرض الام الحامل للاخطار البيئية كالمواد المشعة او الابخرة الكيماوية او الاشعة السينية، الولادة المبكرة وخصوصا الذين يولدون بوزن اقل من 1500جم، الولادات المتعسرة واصابة الجنين اثناء الولادة مما يؤدي الى نقص الاكسجين في دم الطفل، اصابة الطفل ببعض الامراض مثل: التهاب الغدة النكفية، الانفلونزا المتكررة، الحصبة، الالتهاب السحائي، مرض السل، تعاطي بعض الادوية لمدد طويلة وبكميات كثيرة.

===============


تتنوع الأمراض والأسباب واحدة!!

تتنوع الأمراض وتتعدد والأسباب واحدة ومن أسباب المرض الأساسية ما يلي:
-1 تجمع السموم في جسم الانسان وتدخل السموم لجسدك من مصادر عديدة، أهمها تلوث الطعام والماء والهواء، وتراكم هذه السموم على مر الشهور والأعوام يخلق بيئة ملوثة تنمو فيها الأمراض وتزدهر.
-2 البيئة المحيطة حيث تلعب البيئة المحيطة بكل عناصرها (الماء - الهواء - التربة (دورا حاسما في حدوث المرض فعلى سبيل المثال أكدت دراسات طبية كثيرة ان الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المصانع ويتعرضون لاستنشاق الغازات السامة المنبعثة من عوادم المصانع تكثر بينهم الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الصدرية بمختلف أنواعها، وقد أكدت الدراسات أيضا ان هناك أمراضا شائعة في المناطق الحارة وأن تلك الأمراض غير معروفة في المناطق الباردة والعكس صحيح لدرجة أنه ظهر فرع في الطب اسمه (طب المناطق الحارة).
-3 النظام الغذائي ونقص الغذاء اللازم للجسد حتى يؤدي نشاطه ووظائفه على الشكل الأكمل، كما ان نقص الغذاء في الطعام نفسه سبب رئيسي، ويرجع ذلك لاستخدام وسائل ومواد غير طبيعية في الزراعة، وفي تربية وتنمية الماشية التي نتغذى على لحمها، حتى يتحول الطعام الذي خلقه الله طيباً مغذياً الى شيء آخر يشبهه في الشكل فقط.
ويساهم النظام الغذائي بشكل كبير في حدوث أو عدم حدوث المرض والعادات الغذائية الخاطئة تؤدي الى حدوث الكثير من الأمراض، فمثلا الاكثار من تناول الدهون غير المُشبعة يؤدي الى رفع نسبة الكوليسترول في الدم وبالتالي حدوث أمراض القلب والشرايين والضغط وأمراض الكبد والاكثار من تناول النشويات والسكريات مع قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة يؤدي الى حدوث مرض السكري غير الوراثي.
-4 العقل والأفكار: لا يستطيع طبيب عاقل ان ينكر تأثير العقل والفكر على حالة الجسد، ومن أبرز الدلائل على ذلك ما يطلق عليه تأثير البلاسيبو placebo، فأي بحث يتم اجراؤه على عقار ما، يتم في اطار البحث ذاته اعطاء مجموعة من الخاضعين لتجربة الدواء الحقيقي، ومجموعة أخرى يتم اعطاؤهم حبوبا غير فعالة ليس لها أي تأثير.والطريف في الأمر أنك تجد ان تأثير العقار أياً كان يكون قريباً في الفريق الأول منه في الفريق الثاني.مثلاً قد تجد ان العقار الفلاني قد حقق نتائج ايجابية في %40 من فريق البلاسيبو، و%60 من فريق العقار الحقيقي، وعليه فان العقار فعال فعلاً! وبالطبع يتجاهل البحث ان الفريق الذي أخذ العقار الحقيقي يتاثر هو الآخر بقوة الاعتقاد في فعالية العقار تماماً مثل فريق البلاسيبو، ومن ثم فان استنتاج ان الـ%60 ترجع فقط لفعالية العقار هو استنتاج غير منطقي! وتأثير العقل والفكر لا يتوقف على ذلك، فالانسان المتفائل أصح وأقوى مناعة من المتشائم.
الاسباب النفسية: العامل النفسي هام جدا» في حدوث المرض العضوي، وقد تحدث العلماء طويلا عن العلاقة بين المرض العضوي والنفسي وقالوا ان التوترات النفسية والضغوط العصبية المتراكمة تؤدي الى ظهور طائفة من الأمراض أطلقوا عليها اسم (الأمراض النفس جسمية) أي الأمراض الجسمية التي يكون سببها نفسي ومن أمثلة تلك الأمراض: قرحة المعدة، القولون العصبي، الاغماء النفسي، الذبحة الصدرية، ضغط الدم العصبي.


أخبار ذات صلة

265.625
 
 
 

موقع جريدة الوطن – حقوق الطبع والنشر محفوظة