قد تصدم الأم عندما تفاجأ أن ابنها نباتي لا يتناول اللحوم أو أي بروتين حيواني-- ولا تعرف ماهي الأطعمة التي يمكن أن تقدمها له لتعوضه عن عدم تناوله للبروتين؟ فمن هم النباتيون؟
يجيب د.السيد محمود حماد أستاذ التغذية الاكلينيكية ونائب رئيس وحدة الإعلام بالمعهد القومي للتغذية أن النباتيون هم من لا يتناولون اللحوم والأسماك والدواجن في نظامهم الغذائي ويأكلون طعاما نباتيا متنوعا, وتتميزهذه الأنظمة بأنها غنية بالألياف وقليلة الدهون.
و يؤكد د.السيد أن الطعام النباتي له فوائد كثيرة, فهو يساهم في تخفيض نسبة الكوليسترول, وتخفيض ضغط الدم ويقلل من احتمال التعرض لأمراض القلب, كما يساعد في تنظيم حركة الأمعاء, ويمنع حدوث الإمساك ويقلل من الإصابة بسرطان القولون لكثرة توفر الألياف فيه, وبعض الأطفال قد يكونون نباتيين مع بدء فطامهم فنجدهم يرفضون كل أو بعض الأطعمة الحيوانية أو تحدث لهم أعراض قيء وترجيع كلما تناولوها, وقد يرفضون هذه الأطعمه تدريجيا مع مرور الوقت رغم أنهم كانو يتناولونها من قبل, إما لإرتباطها في أذهانهم ببعض العادات أو المواقف التي تنفر منها, أو نتيجة لبعض المعتقدات والثقافات الجديدة التي تنفرهم من هذه الأطعمة الحيوانية.. لذلك يجب الانتباه لمثل هذه الحالات وتطور مراحلها, خاصة في عمر الطفولة ومحاولة التدخل للتغلب عليها, إما بتغيير أشكال وطرق تقديم هذه الأطعمة, لإزالة الصورة السيئة عنها لدي الطفل, وبمحاولة الاقناع والتوعية بأهميتها وضرورة تناولها حتي لو بكميات قليلة.
ويجب أن نعلم أن الأشخاص والأطفال النباتيون ينقسمون إلي: نباتي تام: وهو لا يستخدم لحوم الحيوانات أو الأغذية المشتقة منها, وشبه النباتي: وينقسم أيضا إلي- نباتي يتناول البيض ولا يأكل اللحوم أو الأسماك أو الألبان, ولكن يأكل البيض و منتجاته, ونباتي يتناول الألبان ومنتجاتها ولا يأكل اللحوم ولا الأسماك, ونباتي يتناول البيض والألبان ومنتجاتها ولا يأكل اللحوم أو الأسماك ولكن يأكل البيض.
ويؤكد د. السيد حماد ان لكل نوع من هذه الأنواع مخاطره ومميزاته, فالطفل النباتي الذي يعتمد علي البيض ومنتجات الألبان يكون عرضه لنقص في إجمالي السعرات الحرارية فقط, وبهذا قد يحصلون علي معظم احتياجاتهم من العناصر الغذائية ولكن بشرط التنويع من جميع المصادر النباتية مع اخذ الكميات الكافية لهم.
أما الطفل النباتي الذي يعتمد علي منتجات الألبان فقط فهو عرضة لنقص في إجمالي السعرات الحرارية بالإضافة إلي تعرضه لنقص الحديد والزنك, ولكن قد يحصل علي معظم احتياجاته من العناصر الغذائية الأخري بشرط التنويع من جميع المصادرالنباتية مع أخذ الكميات الكافية لهم مع التأكيد علي استخدام الأغذية الغنية بفيتامين ج لضمان الاستفادة من الحديد الموجود في المصادر النباتية.
كما أن الطفل النباتي الذي لايأكل منتجات حيوانية علي الإطلاق فمن المحتمل أن يصبح لديه نقص في إجمالي السعرات الحرارية مع نقص الحديد والزنك والكالسيوم والبروتين وفيتامين د, كما أن هناك عامل خطورة آخر وهو نقص مؤكد لفيتامين ب12 لأن جميع مصادره حيوانية, وينبه د.السيد لذلك لضمان الحصول عليه من مصادر آخري من المكملات الغذائية أو استخدام الأغذية المدعمه به.
وينصح ببعض الإرشادات عند الاعتماد علي الغذاء النباتي خاصة مع الأطفال منها:
- إستهلاك الأطعمة التي تحتوي علي قيمة غذائية أقل وسعرات حرارية أعلي( مثل الحلويات المركزة والأطعمة العالية في محتواها من الدهون أو الزيوت).
- إختيار الحبوب الكاملة وغير المقشورة أو المصنعة.
- إستخدام الفاكهة الطازجة وخاصة الموالح والخضراوات الطازجة والورقية منها لضمان الحصول علي مصدر جيد لفيتامين( ج) لزيادة امتصاص الحديد.
- إذا كان النظام النباتي يعتمد علي الألبان فيجب الاعتماد أكثر علي قليل الدسم منها.
- إذا كان الطفل يتناول البيض فيجب الحذر من الإكثار من الصفار للمحافظة علي مستوي الكوليسترول بالدم.
- إذا كان الطفل النباتي لا يتناول المنتجات الحيوانية مطلقا فلابد من الانتباه إلي ضرورة الحصول علي فيتامين ب12 من المصادر الأخري مثل المكملات الغذائية أو الأغذية المدعمة به ولابد من ضمان حصوله علي احتياجاته من الحديد والزنك وفتامين د والبروتين الجيد لضمان اكتمال مراحل النمو الطبيعي له.
رابط دائم: