--
أنا نباتي ..... وأنتم.....؟
معذرة، قد يكون العنوان غريبا لكنها الحقيقة، فانا لا أذكر نفسي قد أكلت اللحم مذ وجدت على وجه هذه البسيطه. وكأن هذا الامر قد نشأ معي وكأنه أمر فطري فلا أحس بحاجة لتناول اللحم لا بل لا أستطيع مضغه أو بلعه مع أني أكل الطعام المطبوخ مع اللحم لكن على مضض. وأنا لا أفعل ذلك نتيجة فكر أو مبدأ أو دين لكني ولدت هكذا واصبحت عادة لدي تعودتها ولم أعد قادرا على تغييرها. علما باني أكل السمك ومشتقات الالبان وبيض الطيور بانواعها لكني لا أكل لحمها أيضا ولا يطلبها جسمي. وقد كان تخوف أهلي على صحتي في طفولتي كبيرا حيث استخدموا معي شتى الوسائل والطرق من ترغيب وترهيب لكي يثنوني عن هذه العادة الاستثنائية لكني كنت صامدا ولم أتزحزح عن عادتي قيد أنمله. وها أنذا قد جاوزت العقد الرابع من عمري والحمد لله وما زلت على هذه العادة التي أحس نفسي متميزا بها عن غيري ممن يأكلون لحوم الحيوانات والطيور. وقد أكون استثناءا في مجتمعنا ممن لا ياكلون اللحوم حيث أتعرض للنقد والمزاح الثقيل أحيانا ممن يلتهمون اللحوم في المناسبات العامة والخاصة وبالذات من أولئك الذين لا يحترمون خصوصية الاخرين.
وكنت أعزي نفسي دوما عندما أجد نفسي في مجتمع يعتبر اللحم من أولوياته بان التاريخ قد قد روى لنا عن العظماء والمشاهير الذين كانوا نباتيين وعلى رأسهم حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وأهله، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها انه كان يمر عليهم الهلال والهلالان بمعنى الشهر والشهران ولا توقد في بيتهم النار وانما كان طعامهم الاسودان اي التمر والماء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الادام الخل، كما انه قد اثنى على الكثير من الطعام النباتي (كالتمر، الخل ،الزيت، الخبز، منقوع الشعير) لكن حسب معلوماتي المتواضعه فلا أذكر انه قد أكثر من ذكر اللحم مادحا له او مثنيا عليه كطعام، ولم يكن مغرما به لا هو ولا صحابته. كذلك هناك مشاهير أخرين كانوا نباتيين أورد لكم بعضا منهم وما قالوه في النباتيه مثل:
ابو العلاء المعري ( رهين المحبسين) شاعر و مفكر عربي
فلا تأكل الا ما أخـرج الأرض منبتا
فيثاغورث عالم فلك و رياضيات و فيلسوف
ما أبشع ان تزدرد الامعاء امعاء اخرى و ان يُسمن الجسد على لحم جسد آخر و ان يحيا كائن على قتل آخر
اينشتاين عالم رياضيات و فيزياء كتب في رسالة
انا اعيش حياتي بلا دهون و بلا لحوم و بلا سمك و هكذا اشعر بنفسي اني في خير تام يبدو لي دائما ان الانسان لم يولد ليصبح حيوانا مفترسا
برنادشو كاتب ايرلندي
كنت خمسة و عشرين عاما في غذائي وحشيا شيلي Shelley كان الاول من فتح عينية و مكنني من النظر الى غذائي الحيواني تحولت الى الطعام النباتي و كان ذلك عام 1880
... و اصبحت الشاهد الحي لتأنيب الضمير لدى آكلي اللحوم
لانه لا لزوم لأكل الاسماك و لا اللحوم و لا الدواجن للنجاح في الحياة و في الادب
يقول تولستوي تناول اللحوم ليست فقط مثيرة للشهوات بل هي ايضا غير اخلاقية في حد ذاتها لأنها تلزم اتباع عمل مرفوضا شعوريا و هو القتل و لأنها ناتجة فقط من شهوة اشباع لذة التذوق و النهم
غاندي اصبحت نباتيا عن قناعة و ازداد كل يوم ايماني بفوائد الغذاء النباتي
الطبيب أوين سامويل باريت
خمسين سنة و انا لا اكل اللحوم و السمك و الدواجن من الناس من يعتقد لتأدية عمل جسدي او ذهني شاق يجب اكل اللحوم و الحقيقة عكس ذلك
الرياضية سيلي ايستال
الفائزة بجوائز عالمية في المارتون
منذ ان تحولت الى النباتية اصبحت لي قدرة و تحمل اكثر على الركض لمسافات ابعد
الاغذية النباتية تحتوي على كل العناصر و الفيتامينات و الاملاح التي يحتاجها الرياضي
و ارفض بشدة التضحية بحياة الحيوانات او استخدامها من اجل الناس
الكاتب انيس منصور
أنا نباتي لا أكل اللحوم، و لا حتى أسماك ولم تعد تهمني الأسماك هنا أو هناك، فقد انسدت نفسي تماماً عن الأسماك أيضاً، زهقت منها و من لونها و من طعمها مشوية ومقلية، وأصبحت نباتياً تماماً
( هذه الاراء تعبر عن اصحابها طبعا)
هناك أيضا شعوب باكملها في أماكن مختلفة من الارض هم نباتيون وقد لاحظت ان أعدادا كبيرة من الناس في أوروبا قد صاروا نباتيين حتى أن الكفتيريا في الجامعة التي درست بها في المانيا كان نصفها مخصص للطعام النباتي والبحري والنصف الاخر للطعام الذي يحتوي على اللحوم. لماذا؟ لان الكثير من الابحاث العلميه باتت تشجع التغذيه النباتيه بدلا من التغذيه الحيوانية، لان الاخيرة تؤدي الى السمنة وزيادة الوزن وتصلب الشرايين والضغط والسكري والنقرس وبالتالي الجلطات بانواعها (عافانا الله واياكم منها). وقد علق الجرس سابقا الدكتور كامل العجلوني / مدير المركز الوطني لامراض السكري منبها الشعب الاردني لان نسبة ابناء الوطن وبناته الذين يعانون امراض السكري والسمنة وامراضها قد باتت مخيفه، مما يرتب تكلفة عاليه على الوطن ومدخراته وهدرا لصحة ابناءه وقدراتهم. كما أكدت أبحاثا أخرى أن النباتيين أقل عدوانية من ذوي التغذية الحيوانية ومعدل أعمارهم أطول ( الاعمار بيد الله طبعا)، ونسبة اصابتهم بالامراض اعلاه أقل. كما ان ظهور علامات الشيخوخة لديهم تتاخر أكثر. وربما يدل على ذلك ما يتمتع به سكان مناطق شرق أسيا من رشاقه وحيويه ونشاط لانهم يعتمدون في تغذيتهم على النباتات والتي تطهى بشكل صحي حيث غالبا ما تكون مسلوقه بدل ان تكون مقليه او مطبوخة بالزيوت.
قد يسأل سائل: ولكن ... لماذا بدأت تظهر هذه الامراض مع أن اجدادنا وأباءنا كانوا لا ياكلون الطعام الا مع الكثير من الدسم (زبده، سمن بلدي) واللحم والشحم، لكنهم لم يكونوا يعانون من مثل هذه الامراض؟ طبعا الاجابة بسيطه ولا أظنها تخفى على أحد منكم (الحركة بركه والعقل مرتاح مع كثير من التوكل على الله). لقد كان أجدادنا وأباءنا في حركة دائمه منذ الصباح حتى المساء لانجاز اعمالهم وادامة حياتهم، فكل ما كانوا ياكلونه تحرقه اجسامهم النشطة القويه. لكن مع تقدم وسائل معيشة الناس وتطور التقنيات التي يستخدمونها في حياتهم وأعمالهم وتحول الكثير منهم من منتجين الى مستهلكين، صار لا ضرورة للحركه ولا حتى الوقوف فالاشياء تأتيهم بدل أن يذهبوا اليها، والطعام يصنع لهم بدل ان يأكلوه من مصدره الطبيعي، واذا أكلوا، أكلوا ثم ناموا بدل أن يتحركوا، فالرياضة هي أخر ما يفكر به أحدهم، واذا فكر بها فسيحتار مع من يمارسها وأين؟
سبب أخر يدفعني لدعوتكم لان تقتربوا من النباتيه أكثر هو الارتفاع المضطرط لاسعار اللحوم والتي بلغت ما يزيد على العشرة دنانير للكيلو وبالتالي فمنسف متواضع عليه أربعه كيلو لحمة خاروف بالاضافة للارز واللبن والغاز وما يتبع قد يكلف حوالي خمسون دينارا أي سدس دخل موظف يتقاضى ثلاثمائة دينار شهريا واذا كان منسف دجاج مزارع كما هو في ألاغلب، فقد يكلف حوالي خمسة عشرة دينارا على الاقل، وفي حال حاولت ان تسعد ابناءك وأهلك بحفلة شواء على الفحم في غابات اشتفينا بالصيف او منطقة الاغوار في الشتاء فلن يكفيك المبلغ أعلاه طبعا اذا أردت أن تطعمهم حتى يقولوا: بس .... بكفي .... الحمد لله.
أما يا صديقي أذا خطر ببالك ان تغامر وتذهب الى مطعم محترم في اي من مدننا السياحية التي يأكل بها أبناء الذوات والشخصيات والسياح الذين يدفعون بواسطة Visa Cardكجرش او العقبة فعلى الاقل سيكلفك الغداء المبلغ المذكور أنفا مضروب في أثنين أو ثلاثه على الاقل وستتحسس جيبك مرارا قبل ان تخرج المحفظة لتدفع. بالمقابل أي منسف خضار مشكله بالفرن ( فيه بطاطا، زهره، جزر، بصل، ثوم، باذنجان، بندوره، فلفل بانواعه وعليه رشة مكسرات) قد لا يكلفك خمس تكلفة منسف اللحمه حتى لو أضفت له حمص نمره 11 وعدس أيضا. ببساطة لو قارنت أي من صنفي الطعام المذكورين سواء النباتي أو باللحم، فستجد أن الطعام النباتي يحتوي على عدد أكبر من العناصر الغذائيه التي يحتاجها الجسم، وسيكون اعداده وطهيه أسهل وأنظف دون أن تشعر بعسر الهظم والخمول بعد تناوله.
على أية حال هذه دعوة لكم لان تفكروا بالاقتراب أكثر من النباتيه ولو لفتره، فاذا شعرتم أن صحتكم قد تحسنت ووزنكم قد خف ومرتباتكم لم تنفذ بعد، فلماذا لا تستمروا معي؟
مع خالص دعائي لكم بالصحة والعافية وللوطن وقيادته بكل خير.