+ – النسوية والمنفى + – النسوية والانترنت + – الجنسانية + – الفن والنسوية + – الأدب والنسوية -- Creative Commons ربيع الجنسانية أم خريفها؟ قراءة لمسألة الجنسانية والربيع العربي فدوى العبود -- والعودة إلى الوقت الذي “كانت الأجساد فيه تتبختر”. إن الجنسانية كحركة اجتماعية -اعتنقها ملايين الشبان الذين تبنوا مذهب الهيبيز (hippie) – قد ارتبطت بشكل أساسي بقوة الحب وجمال الجنس كظاهرة فطرية وطبيعية لا يجب إقسارها، ويدخل في هذا الإطار التطرق إلى دراسة -- أنه ليس مستورداً أو دخيلاً، بل إن المتع واكتشافها والحديث عنها يُستمد من نصوص فقهية ودينية، تؤكد أحقية الجسد في متعته ورفض كل ما يصادر حريته ويستلبها. ويبدو أن هذا الاتجاه يغفل عن قصدٍ أو بغيره عن الجنسانية بمعناها الأشمل بمختلف أبعاده ويدور في فلك تحرير الرغبة وإطلاق العنان للجسد. هل هناك ثورة جنسانية بمعناها العميق وهل من إمكانية لنجاحها؟ الجنسانية بمفهومها الأعمق، تتجاوز مجرد التحرر الجنسي بمفهومه المقتصر على تحرير المتعة. إنها تتعلق بالحرية الفردية والكرامة الإنسانية المنبثقة من الإيمان بحرية حق الاختيار. لذا فإن المقارنة بين ما يحدث من إخراج للمكبوت على الخارطة العربية وثورة الستينات في أوروبا لا يخرج عن الإطار التبسيطي والمتسرع. فالجنسانية ليست الجنس بل العلم به، وهي تشمل في جوهرها مجموعة من التطلعات والحقوق كحق الإجهاض، وحق المرأة بالزواج من أجنبي ومنح أبناءها الجنسية، والزواج المدني والنظر بعدالة إلى الحقوق الجنسية وتحرير -- الأردني مثلاً يُسقط الحق عن المغتصب إذا تزوّج من ضحيته! وفي تونس رغم إقرار حقوق كثيرة للنساء لكنها تتمتع بحقوق أقل في الميراث مقارنة مع الأبناء والأزواج، وهناك رهابٌ عامٌ من جنسانية المرأة. وإلى اليوم مازال يُمارس الختان في دولٍ كمصر، فوفقاً لمركز البحث المصري حول التنمية والصحة فإن حوالي 97% من المصريات خضعن للختان ومايُقارب 82% من -- الظلامية ومحاصرة حرية الآخر والخوف من الكلمة نزوعاً سلطوياً مشتق من تقاليد الأنظمة العربية التي تكره الكلمة. تفتقر الجنسانية العربية حالياً كحركة اجتماعية لمشروع وحامل ثقافي، ولا تعدو كونها رد فعل تمردي لا يستند إلى ثقافة نابعة من الذات. وهذا ما يجعلها على غرار حركات اجتماعية كـ”الربيع العربي” بدون أقدام “مكرسحة” -- المصادر صالح الديالمي، سيسيولوجيا الجنسانية العربية. ميشيل فوكو، تاريخ الجنسانية إرادة المعرفة. فياتشيسلاف شستا كوف ت. نزار عيون السود، الآيروس والثقافة.