تتطلق” بالدارجة الفاسية المغربية. ويحيل على أن تحرك الزوجة أثناء المضاجعة يعني حضور رغبة. والتي تحيل الى احتمال وجود تجارب جنسية سابقة. ان مثل هذا التطاول النسوي مس مباشر بامتياز رجولي محض. فجنسانية الزوجة المثالية لا تتعدى الخضوع لرغبات الزوج وانجاب أطفال ذكور ليكتمل الشعور بأنوثة المرأة الكاملة في النسق الجنساني السائد. فالرجل قد يصف زوجته ب -- لا يلاحق العار المرأة وباقي أسرتها من قبل المجتمع، وهو يصنفها على أنها “دايزة” و “مثقوبة” . فهذه المنطقة بالضبط من جسد المرأة لا تخصها وحدها. انها ازدواجية تمجد جنسانية الرجل، وتحتقر جنسانية المرأة. غالبا ما تؤدي الى سيادة نمط سلوك مجتمعي متناقض، فهو يلبس جبة “الوقار” علنا ويلهو في الخفاء بتعبير المثل الشعبي المغربي “دير وخبي” و ” ان بليتم فتستروا “. -- “للفجور” ويصنف جسد المرأة ك”فتنة”، وجب تسييجه واخفاءه لتفادي حركته.وفي هذا الوضع غير السوي من الطبيعي أن تحضر هذه التراتيبة والازدواجية، فالجنسانية النسوية في عرف المجتمع لا تفتأ تلهت خلف الرجل لاغراءه. ويواظب النمط الأبوي على تسييجها وقمعها باستمرار. لتظل مجرد موضوع للجنس. فتصور على أنها دائما مستعدة للاستجابة لرغبة الرجل ونوجزها في القول -- أليست كائن جنسي بالدرجة فلما قد تمانع خصوصا اذا كانت غير “عذراء” فهنا تصبح أي مبررات غير مقنعة لترفض الخضوع؟. ان كل هذا يجعل تحدي التصدي لحقل الجنسانية الذي لا زال قائما على السلطوية والتراتبية بين النساء والرجال أمرا ضروريا، ليصبح السلوك الجنسي اختياريا حرا لا يخضع لقيود وقمع المجتمع. وفي هذا الرهان لا مناص من مواجهة معرفية قوية ومباشرة تلامس جوهر الجنسانية، انها سيرورة تنتصر للجسد “الحر” و”السعيد”. وتفك قيود الجسد “المعذب ” و “المستعبد”.. لتطلق العنان لما يحفل به من قدرات خلاقة ومبدعة.