ماكرون وكونتي يدعوان لإصلاح سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي

19-9-2019 | 07:32

ماكرون وكونتي

 

أ ف ب

دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الأربعاء لإصلاح شامل لسياسة الهجرة الأوروبية "غير الفعالة"، وذلك خلال لقاء لقلب الصفحة على سياسة الحكومة الإيطالية الشعبوية السابقة المناهضة للهجرة.


وقال ماكرون عقب محادثاته مع كونتي في روما إن " الاتحاد الأوروبي لم يظهر تضامنا كافيا مع الدول التي تتعامل مع وافدين أوائل، وخاصة إيطاليا".

وأضاف "أن فرنسا مستعدة لتطوير هذا الأمر في إطار إصلاح اتفاق دبلن"، وتحت إشراف المفوضية الأوروبية، في إشارة إلى قوانين الاتحاد الأوروبي التي تنص على أن المسئولية عن المهاجرين تقع على عاتق الدولة الأولى التي يطأ المهاجرون أرضها.

ودعا ماكرون إلى إبرام اتفاق تشارك فيه جميع دول الاتحاد الأوروبي "أو يتم فرض عقوبات مالية" على المتخلفين، مكررا بذلك مطلبا إيطاليا.

وتستقبل موانىء إيطاليا ومالطا في العادة أكثرية المهاجرين القادمين من إفريقيا عبر البحر المتوسط في رحلات محفوفة بالمخاطر، ويشكو هذان البلدان من تحملهما العبء الأكبر في هذه القضية.

وأبدت الحليفتان التاريخيتان فرنسا وإيطاليا موقفا موحدا للمرة الأولى بعد عامين من الخلافات، ويعود السبب في ذلك إلى التحالف السابق بين حزب الرابطة اليميني مع حركة خمس نجوم الشعبوية.

فقد أغلق وزير الداخلية السابق اليميني المتطرف ماتيو سالفيني الموانئ الإيطالية في وجه المهاجرين وسفن الإنقاذ الخيرية، في خطوة حظيت بشعبية كبيرة بين الإيطاليين ولكنها تركت المهاجرين عالقين في البحر لأيام وأسابيع.

أما التحالف الجديد بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي الموالي لأوروبا الذي تمكن قبل أسبوع من تشكيل حكومة، فقد ابتعد عن الخطاب الحاد لسالفيني الذي وصف ماكرون بأنه "متعجرف" و "منافق" فيما يتعلق ب الهجرة .

وقال كونتي للصحفيين وهو يقف إلى جانب ماكرون " الهجرة ظاهرة معقدة. من الأهمية بمكان بالنسبة لأوروبا أن تقلب الصفحة باتجاه إدارة بنّاءة وليس فقط طارئة للمهاجرين".

وأضاف " الهجرة لا يجب أن تكون بعد الآن عنوانا للدعاية السياسية المناهضة لأوروبا".

وتقدمت الحكومة الإيطالية الجديدة بمشروع اتفاق جديد يضع حدا للمفاوضات على أساس كل حالة على حدة، بشأن من سيتولى مسئولية من يتم إنقاذهم في البحر المتوسط.

وأعطت فرنسا وألمانيا الضوء الأخضر للنظام الجديد، والذي قد يضم أيضا لوكسمبورغ ومالطا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا.

وقال ماكرون "أدت الخلافات السياسية إلى مقاربة غير فعالة للغاية" في قضية الهجرة .

وأضاف "كثير من النساء والرجال الذين خاطروا بكل شيء لمغادرة بلادهم وجدوا أنفسهم يجولون عند حدود أوروبا دون أن يتحمل أحد مسئوليتهم".

وقال ماكرون الذي سعى إلى التمييز بين الهاربين من الحروب والمهاجرين الاقتصاديين "نحن جميعنا غير فاعلين مع هؤلاء الذين يملكون حقا حقيقيا في اللجوء، والذين ليس لديهم هذا الحق ويجب إعادتهم بأسرع ما يمكن".

واتبع ماكرون الإثنين خطا أكثر تشددا بشأن الهجرة في فرنسا، بحجة أن الحكومة يجب أن تنهي نهجها "المتراخي" لمنع الناخبين من الانجراف إلى أقصى اليمين.

وستتم دراسة آلية الهجرة الجديدة المقترحة من إيطاليا بمزيد من التفصيل في اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين الإثنين في مالطا قبل القمة الأوروبية في أكتوبر في لوكسمبورغ.