يحتفل المسلمون اليوم بحلول أول أيام العام الهجري الجديد، 1441هجريا، حيث هاجر النبي والصحابة بعد اضطهاد أهل مكة لهم، فاتجهوا إلى المدينة المنورة ليبدأوا حياة جديدة هناك.
لم تكن الهجرة من مكة إلى المدينة هي الأولى في تاريخ المسلمين، فمن الثابت عن التاريخ أن المسلمين هاجروا إلى الحبشة مرتين، وكانت الهجرة الأولى في شهر رجب سنة 5 من البعثة، وفقا للموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.
لما رأى الرسول ما يصين أصحابه من البلاء، ولم يقدر على أن يمنع عنهم الأذى صال لهم صل الله عليه وسلم، "لو خرجت إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه"، فخرج أصحاب الرسول إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفرارا إلى الله بدينهم وكانت هذه هي أول هجرة للمسلمين.
إلى أين كانت أول هجرة في الإسلام؟
كان أول من شارك بالهجرة الأولى إلى الحبشة أحد عشر رجلًا، وأربع نسوة، خرجوا مُشاةً إلى البحر، فاستأجروا سفينة بنصف دينار، وكان منهم سيدنا عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول، وأبو حذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سهيل، وفقا لمقال نشرته جريدة الوفد بتاريخ 23 أبريل 1999، نقلا عن الموقع الرسمي لأرشيف الصحافة المصرية.
عندما بلغ المسلمون أرض الحبشة علموا أن أهل مكة أسلموا، فرجع بعضهمن منهم عثمان بن مظعونن إلى مكة، فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيحًا، فرجعوا وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وكانت هذه الهجرة الثانية.
كما سرد ابن إسحاق أسماء أهل الهجرة الثانية، وهم يزيدون على ثمانين رجلا، وقال ابن جرير، كانوا 82 رجلًا، سوى نسائهم وأبنائهم وقيل إن عدة نسائهم كان ثمان عشرة امرأةً، وفقا للموقع الرسمي لدار الإفتاء.
تفاصيل محاولة قريش استعادة المسلمين المهاجرين بإثارة ملك الحبشة ضدهم
حينها أرسلت قريش عمرو بن العاص، وعبدالله بن أبي ربيعة، يحملان الهدايا إلى النجاشي وبطارقته، طالبين إليه إعادة من هاجر من المسلمين، فأرسل النجاشي إلى المسلمين فسألهم عن دينهم، فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
"أيها الملك كنا قوما على الشرك، نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها، لا نحل شيئاً ولا نحرمه فبعث الله إلينا نبيًّا من أنفسنا نعرف وفاءه، وصدقه وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي ونصوم، ولا نعبد غيره".
فقالوا له: هل معك شيء مما جاء به؟ فرد عليهم جعفر: نعم، فقالو: "هلمَّ فاتلُ عليَّ ما جاء به"، وحسبما ورد في التاريخ فقرأ عليهم جعفر جزءا من سورة مريم، فبكى النجاشي وبكت أساقفته.
ولما فشلت محاولة وفد قريش في استعادتهم حاول عمرو بن العاص في اليوم التالي إثارة العداء ضد المسلمين فقال للنجاشي أيها الملك: "إنهم يقولون في رسول الله عيسى قولا عظيما".
فأرسل النجاشي إليهم فسألهم فقال له جعفر: "نقول هو عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول"، وبعدها أعطى النجاشي الأمان للمسلمين وقال لهم، "مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله وأنه الذي نجده عندنا في الإنجيل".