الدراسة طريق الشباب المصري للهجرة إلى كندا

مع تردي الأوضاع اقتصاديا وسعي الشباب لتحسين ظروفهم يبحث كثيرون في سبل الهجرة (مواقع التواصل)
مع تردي الأوضاع اقتصاديا وسعي الشباب لتحسين ظروفهم يبحث كثيرون في سبل الهجرة (مواقع التواصل)

علاء عبد الرازق-القاهرة

عندما أدرك الشاب المصري نبيل (30 عاما) أنه لن يكون باستطاعته حصد مجموع النقاط اللازمة للفوز بتأشيرة برنامج الدخول السريع للهجرة لكندا، قرر أن يستثمر مدخراته التي جمعها من العمل في إحدى دول الخليج، والتقديم على دبلومة دراسية بإحدى الجامعات الكندية، في الوقت الذي يعمل فيه على ترتيب أوراق التقدم بتأشيرة الهجرة بهدف زيادة نقاطه.

فمع تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر، وسعي الشباب لتحسين أوضاعهم المعيشية، يبحث كثير من الشباب في سبل الهجرة. وتمثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا آمالا للهجرة، بما توفره من برامج لاستقبال العمالة المؤهلة.

ويقبل خريجو التخصصات الطبية خاصة كلية الصيدلة على السفر لكندا، لمعادلة شهادتهم العلمية والعمل هناك.

حلم
كانت وزارة الهجرة الكندية قد وضعت مصر في مايو/أيار 2017 مع ثلاث دول (أفغانستان وبوروندي واليمن) لتسريع طلبات لجوء مواطنيها داخل كندا دون الحاجة لجلسات استماع قضائية، مما أثار جدلا على مواقع التواصل وقتها. 

وأظهر استطلاع عام 2011 أن نحو 73 ألفا من المواطنين الكنديين قد ولدوا في مصر، وأغلبهم من المسيحيين، ليكونوا ثاني أكبر جالية عربية هناك.

ويشترك نحو 35 ألفا على مجموعة "مابل أوف كندا" على موقع التواصل فيسبوك، أغلبهم من المصريين، لمناقشة خطوات التقديم للهجرة وسبل الدراسة هناك، بالإضافة للحياة وتكلفة المعيشة والأجور.

وتظهر المناقشات على المجموعة الخطوتين الأهم في التقديم للهجرة، وهما تحصيل درجات اللغتين الإنجليزية أو الفرنسية، وتقديم كشف حساب بنكي بالمبالغ المطلوبة.

ومؤخرا أبدى المشاركون قلقا من احتمال تغير الحكومة، وعما إذا كان ذلك سيؤثر على فتح أبواب كندا أمام المهاجرين.

شروط
ويسعى البعض للدراسة في كندا خصيصا، ليزيد من نقاطه للقبول في برامج الهجرة المختلفة التي توفرها تلك الدولة، وأشهر برامجها الدخول السريع الذي يستهدف الشباب المؤهل للإقامة الدائمة.

ويشترط للدراسة القبول في مدرسة أو جامعة، والذي يعتبر الخطوة الأولى للحصول على تأشيرة دخول.

وبعد الدراسة عادة ما يحصل الدارس على تصريح للعمل مما يزيد من خبراته العملية، وبالتالي يزيد من مجموع نقاطه عند التقديم للهجرة. 

وتتطلب برامج الهجرة إجادة الإنجليزية أو الفرنسية أو كلتيهما، حيث يجب إجادة الأخيرة للراغب في الإقامة في مقاطعة كيبك (الفرنسية). وبالنسبة لباقي المقاطعات الفدرالية الكندية فيكفي إجادة الإنجليزية، ويمكن حصد نقاط أكثر عند إجادة الفرنسية أيضا.

كما تطلب البرامج معادلة الشهادة العلمية الحاصل عليها المتقدم من مؤسسة دولية مثل (WES) وتقديم شهادات من الجهات الأمنية من أي دولة عاش فيها المتقدم أكثر من ستة أشهر تفيد بعدم تورطه في جرائم سابقة، وتٌعرف في مصر باسم "الفيش والتشبيه".

وكذلك يجتاز المتقدم اختبارا صحيا للكشف على بعض الفيروسات والأمراض.

أهم البرامج
تتنوع برامج الهجرة التي تقدمها وزارة الهجرة الكندية للراغبين في الحصول على الإقامة الدائمة، وبعدها الجنسية الكندية من جميع أنحاء العالم.

وأهم هذه البرامج الهجرة للعمالة والحرف الماهرة التي تستهدف قائمة طويلة من أصحاب المهن والخبرات والشهادات العلمية، لا سيما المهن المرتبطة بالهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، وأعمال البناء، وقطاع الخدمات، والزراعة وخدماتها المساندة.

ويمكن للراغب في الهجرة لهذا البلد خوض اختبار بسيط للإجابة عن بعض الأسئلة على الموقع الرسمي للهجرة لمعرفة أي برنامج مناسب له.

الدخول السريع
ويمكن للمتقدم لبرنامج الدخول السريع جمع نقاط من تعليمه الجامعي وشهاداته الأكاديمية، فيحصل على نقاط إضافية للماجستير والدكتوراه وغيرها، مع نقاط لخبراته العملية وإجادته الإنجليزية أو الفرنسية، كما تحدد نقاط أخرى وفقا للسن، ويزيد من مجموع هذه النقاط لو سبق له الدراسة أو العمل بكندا أو كان لديه أقارب.

ووفقا للموقع الرسمي للهجرة، فإن تأشيرة الدخول السريع تستغرق نحو ستة أشهر لمنح المتقدم الحق في المجيء لكندا والتقديم على الإقامة الدائمة، ولكن مؤخرا أصبحت تستغرق وقتا أكبر مع تزايد أعداد المتقدمين لها من كل أنحاء العالم.

وقدمت الحكومة برنامج الدخول السريع لتسريع قبول أصحاب المهارات ممن يحققون النقاط المطلوبة، وتشترط تقديم إثبات بمدخرات المتقدم للطلب تكفيه للإقامة نحو عام، نحو 12 ألف دولار كندي (9052 دولارا) للفرد الواحد.

ويستغرق القبول في هذا البرنامج ستة أشهر على الأقل وفقا لعدد الطلبات التي تستقبلها وزارة الهجرة والجنسية.

وتتكلف معادلة الشهادات نحو 350 دولارا كنديا و550 دولارا لتقديم الطلب، و550 دولارا إضافيا للزوجة، و150 دولارا لكل ابن، ونحو 490 دولارا لرسوم التأشيرة. ويحصل الفائز بالهجرة على الجنسية بعد ثلاث سنوات من الإقامة.

برامج أخرى
ومن البرامج الأخرى التي تقدمها كندا برنامج الهجرة للمستثمرين ورجال الأعمال، لمن يملكون خبرة في الأعمال التجارية والاستثمارية أو أصحاب المهن الحرة، وتشترط امتلاك المتقدم مبلغا كافيا من المال لاستثماره.

وتوجد الكثير من المكاتب التي تساعد الراغبين بالهجرة في ترتيب أوراقهم والتقدم بطلبات الهجرة مقابل رسوم مالية، ويمكن للمتقدم أن يجهز أوراقه بنفسه دون الاستعانة بأي مكتب أو وسيط بالاستعانة بالتعليمات المشروحة بالتفاصيل على موقع وزارة الهجرة.

وكانت كندا قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عن خطتها لاستقبال ما يزيد على مليون مهاجر خلال السنوات الثلاث المقبلة لتحفيز نموها الاقتصادي.

وأعلنت كندا أنها استقبلت 310 آلاف شخص عام 2018، و330 ألفا هذا العام، وستستقبل 340 ألفا عام 2020 لرفع عدد السكان الدائمين بها بنسبة 1%، وتأتي أكبر أعداد من المهاجرين من دول آسيا والشرق الأوسط.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي,الجزيرة